عانت أوروبا الشرقية، منذ أوائل القرن التاسع عشر، حتى عشريانات القرن الماضي، من مجاعات مفجعة، تخلت وقتها "عصبة الأمم" عنهم، وتركت الشعوب الروسية والأوكرانية وعددًا من دول أوروبا الشرقية يواجهون أزماتهم بأنفسهم.
و تعرضت روسيا، في عام 1920، لمجاعة عرفت باسم "مجاعة الفولجا"وذلك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وموجة الجفاف التي ضربت مساحات شاسعة أخرى من البلاد.
وقتها قررت المنظمة الدولية "عصبة الأمم" التي تأسست في أعقاب الحرب العالمية الأولى بهدف حفظ السلام والاستقرار الدوليين، ردًا على قيام الحكم الشيوعي الذي أنشأ في روسيا على أنقاض الحكم القيصري في أكتوبر عام 1917، عدم تقديم المساعدات الإنسانية لروسيا، والوقوف بجانبها في معجاتها.
وتداول عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا للمجاعة التي ضربت روسيا في 1920، بقرب نهر الفولجا، التي تكشف مدى بشاعة تلك المجاعة، حيث أجبرت الناس على أكل لحوم بعضهم البعض.
وتسببت المجاعة في مقتل 5 مليون شخص، وكان الروسي الشيوعي الثوري فلاديمير إيليتش أوليانوف، المعروف باسم لينين، مسؤولًا عن البلاد منذ عام 1917.
وكان وادي نهر الفولجا، أحد أخصب أودية روسيا السوفييتية قد تعرض لهجوم جليدي كبير أيضا فدمر مساحات شاسعة من مزارع القمح التي كانت قد نجت من موجة الجفاف الشديدة في الصيف في الوقت الذي كان هذا الوادي الموجود حاليًا بجمهورية تترستان، إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية حاليًا، يشكل سلة القمح لروسيا في ذلك الوقت.
ورفضت القوى الغربية المسيطرة على عصبة الأمم منح روسيا أية مساعدات غذائية في مواجهة المجاعة بدعوى أن الحكومة الروسية هي التي جمعت كل ما لدى المواطنين الروس من مخزون القمح والغذاء لتغذية الجيش الروسي الذي كان يعرف باسم (الجيش الأحمر) في ذلك الوقت.
ومع إطلاق لينين، شعار "دع الفلاحين يجوعون" كانت النتيجة إجبارهم على تداول لحوم البشر، في السوق السوداء.
حيث كان الجنود البلاشفة يقومون بأعمال النهب والسرقة للمحاصيل التي يمتلكها الفلاحين بل وصل الأمر إلى سرقة طعامهم وقوت يومهم، مما تسبب في توقف العديد من الفلاحين عن الزراعة، لأنهم يدركون انهم لن ينالوا ما زرعوه، ولن يحصلوا ولو على القليل منه، نتج عن ذلك نقص شديد في المواد الغذائية، بشكل رئيسي في منطقة نهر الفولجا و الأورال .
وكثرت الأزمات الاقتصادية، في روسيا لعدة أسباب منها الحرب العالمية الأولى، والحرب الأهلية التي ضربت روسيا واستمرت لـ5 سنوات، أعقبها جفاف، وسبب كل ذلك مجاغات في عدة مناطق في روسيا، حيث عانى 30 مليون روسي من المجاعة.
ووضع أكاديميون روسيون، أمثلة لحالة أكل لحوم البشر، كسيدة رفضت تسليم جثة زوجها الميت لتستخدم لحمه.
في نهاية المطاف وصل عمال الإغاثة من أمريكا وأوروبا وفى عام 1921، كتب أحدهم عن المجاعة: "الأسر كانت تقتل وتلتهم الآباء والأجداد والأطفال".